قليلون هم من حالفهم الحظ مثل "حسام" في حياتهم فقد كان يدرس في تخصص الهندسة الميكانيكية و كان طالبا مجتهداً في تخصصه و حقق أعلى العلامات، و بعد أن تخرج حسام تقدم بشهاداته الى كبرى الشركات العالمية المصنعة للسيارات، طلبته شركة GM جينيرال موتورز الأمريكية للمقابلة و إختبار كفاءته و بكل سهولة قد نجح في إثبات كفاءته و سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عمل في قسم التصنيع للسيارات في نفس الشركة، و بعد سنة من الإبداع والعمل الدؤوب رأى المدراء أن حسام قد أثبت جدارته و يستحق الترقية إلى مسؤول عن أحد أقسام الصيانة، إنتظروا لحين موعد أحد احتفالات الشركة و بالتأكيد قاموا بدعوة المهندس حسام لأن هذا الاحتفال توقيت مناسب لتكريمه و ترقيته.
أتى موعد الاحتفال و قد جاء جميع مدراء الاقسام و المسؤولين و في منتصف الاحتفال نادى المدير العام على حسام و صعد على المنصة.. فقام المدير العام بالثناء عليه أمام الجميع لإخلاصه بعمله و قام بترقيته إلى مدير قسم الصيانة في أحد مباني المصنع.
كانت تبدو على حسام الفرحة والسعادة لكنه عندما نظر الى المدعوين لاحظ ان كل رجل تجلس بجانبه زوجته فتذكر محبوبته "سارة" و بدت عليه تعابير الشوق و بعض الحزن لأنه بعيد عنها.
كانت "سارة" إبنة لصديقة والدة حسام، كان قد اعجب فيها و من ثم أحبها لدرجة الجنون بعد أن رآها في أحد الزيارات لهم و صارح امه بالموضوع وقتها بأنه يريدها و أجابته ب "إن شاء الله خير".
كيف ستعارض والدة حسام على سارة و هي ابنة أعز صديقاتها؟ سارة نشأت في بيت لعائلة ملتزمة و محترمة و كذلك الأمر بالنسبة للمهندس حسام و العائلتين بينهم إحترام متبادل.
و ما ان انتهى الاحتفال انطلق حسام الى سكنه و أرسل الى سارة رسالة يخبرها انه يريد التكلم معها، و في نفس الليلة رأت سارة الرسالة و قامت بالاتصال به عبر (الماسنجر) ،
اطمأن كل من حسام و سارة على بعضهما البعض و بعدها قام حسام بفتح موضوع الزواج و أن الوقت قد حان للتكلم في موضوع (طلبة) سارة من اهلها، فرحت سارة كثيراً بهذا القرار و هي بالفعل بإنتظاره منذ سنين فقد دامت علاقتهما ثماني سنوات الى أن وصلا الى هذا اليوم المنتظر.
و اثناء تبادل الحديث تكلم حسام عن ترقيته و عن طبيعة الاحتفال و فخامته و أنه عن قريب سيحضر إجتماعات المدراء والمسؤولين برفقة زوجته و هي "سارة" بعد تمام الأمور على خير.
لكن مهلاً! قاطعته سارة..
انت في الولايات المتحدة الأمريكية و بالتأكيد اغلب المدراء والمسؤولين أجانب، صحيح؟
أجاب حسام: بالطبع
فقالت سارة: و هل كانت زوجاتهم يرتدون ملابس شرعية؟
فقال حسام: بالتأكيد لا!
فقالت: سأكون غريبة في نظرهم بملابسي الشرعية
فقال حسام بكل كبرياء و غرور: بالتأكيد زوجة المهندس حسام لن تلبس اللباس الشرعي!!!
سارة: ماذا؟!! و الهذا الحد وصلت يا حسام؟ ماذا حصل لك؟ نحن من عائلات ملتزمة و متدينة و لا يجوز ان نخالف تعاليم ديننا!
فرد قائلاً: لا يجب ان نكون متشددين لهذا الحد!
صعقت سارة بما سمعت و قالت له ان اهلها يريدونها في بعض امور البيت و تريد ان تقفل المكالمة.
فكر حسام في نفسه و أخذ بالتفكير: أنا الآن مهندس و مدير قسم في شركة كبرى فلا يجب ان أكون متشددا في امور الدين..
غير ان حسام منذ بدأ عمله في هذا المصنع ترك الصلاة بحجة أنه لا يجد الوقت الكافي لها!
وفي اليوم التالي تحدث حسام الى والدته بالهاتف و فتح معها موضوع الزواج و أخبرها بالحديث اللذي جرى بينه وبين سارة
فصعقت هي الأخرى بما سمعت و إلتجمت و صرخت بحسام على الهاتف قائلة: هل ذهبت إلى بلاد الكفر والفجور لتعمل و تبني مستقبلك أم ذهبت لتتخلى عن دينك؟؟!
فرد حسام بكل برود: الآن تغير الوضع و أصبحت مديراً لقسم الصيانة في شركة مرموقة و سيصبح عندي اجتماعات مع المدراء والمسؤولين برفقة زوجتي و ستكون شيئاً ملفتاً بالملابس الشرعية و من الممكن أن ينتقدني البعض!
قالت والدة حسام: هداك الله يا بني والله لو انني عرفت ان هذا سيحدث لك لما وافقنا على سفرك.. نحن يا حسام عائلة متدينة و نخاف الله في أنفسنا و في الناس أيضاً، إن زوجتك ستكون أمانة في عنقك و ستحاسب عنها اذا لم تكن على الشريعة الإسلامية في لباسها و في أخلاقها و في كل شيء، أنا وافقت على ابنة صديقتي سارة أن تكون زوجة لك لأنها من عائلة محترمة و متدينة مثلنا يا بني، أما اذا لم تهتدي و أصررت على رأيك فستكون قد خسرتها بعد ان خسرت دينك، اما بالنسبة لنا انا ووالدك فلا يشرفنا معرفة زوجتك التي تريدها لإرضاء الناس. و اغلقت الخط.
تزوج حسام من فتاة امريكية الأصل وفق ما أراد من لباس عصري "على الموضة" و خسر دينه و رضا والدته و الزوجة الصالحة، أما سارة فتزوجها معلم في احدى المدارس المجاورة و كان رجل دين و صاحب خلق و هذا ما طمحت إليه "سارة".
0 comments:
Post a Comment