كلمة " هندسة " عبر السنين تزداد قيمتها مع مرور الزمن و التقدم و تكبر هالتها في عين الاجيال. وليس غريباً أن نتداولها في حياتنا اليومية ومحادثاتنا المستمرة في عالم تربطه الهندسة بكل جوانبه ... فهي بحد ذاتها تعبير يدل على الخبرة و المعلومية و المعلوماتية و المفهومية في الأداء و الاتقان في العمل ، فعندما يبهرك أداء شخص ربما تعبر له ب(هندسة ،معلّم ،مهندس او بشمهندس...)
بشكل عام و في تخصصاتها المتعددة بشكل اخص.
لن نتطرق في هذا المقال الى الهندسة الدراسية كما تظنون ! من باب اسئلة و سنوات وتخرج ،صعوبة وصعود و نزول ..الخ
سنخرج الى الاطار المجتمعي بشكل اكبر. فكلمة هندسة وبشكل بعيد المدى تدل على الشمول العالمي و الترابط الذري للكوكب بأكمله.. فهي شبكة تلف الكون بكل اجزاءه المادية و الفكرية .
بعبارة ابسط ان كل ذرة في هذا الكون ،وكل علم يتوسع الى علم الهندسة . اذا اردنا التعمق اكثر في مفهومها العام : فهي القدرة على حل المشكلات .
اما مفهوم الهندسة الخاص: (مصدر الكلمة هندس) فهي العلم الرياضي الذي يبحث في الخطوط و الابعاد و السطوح و الزوايا و الكميات و المقادير المادية من حيث خواصها و قياسها او تقويمها ،وعلاقة بعضها ببعض ،على المهندس من خلالها ان يجعل الموارد الطبيعية و مصادرها اختراعات مفيدة للبشر . وللهندسة العلمية انواع عديدة لكل منها غرض
نذكر بعضها عداّاً و ليس حصراً:
الهندسة الميكانيكية ، الهندسة الكهربية ،الهندسة الكيميائية ، الحيوية ، النووية ، البيئية ، الصناعية ، القيمية و البحرية ,,, و غيرها
الى ان تشمل جميع نواحي الكون و الحياة .
لابد من التطرق الى تطور الهندسة منذ العصور القديمة ..
حيث بدت مظاهر الهندسة على ارض الواقع منذ ان قرر الانسان ترك الهضاب و النزول الى الوديان و تشييد الجسور و القناطر والقرى ..
في المرحلة الثانية من تطور الهندسة في عصر الحضارات مثل الفرعونية و الصينية و الاغريقية و غيرها من الحضارات التي بدا فيها الاعتماد على الهندسة في البناء و ذلك يبدو جلياً في الاهرامات و سور الصين العظيم.
العصر الاسلامي العربي الذي بني على اكتاف علماء العرب امثال ابن الهيثم و جابر بن حيان وغيرهم من العلماء الذين وضعوا اسس علم الجبر و الفيزياء البصريات و الفلك و غيرها من العلوم .
القرن التاسع عشر نقطة تحول في الكوكب نتيجة الثورة الصناعية الهائلة باوروبا و التي طبقت العلوم المعرفية الى اختراعات افادت البشر حول العالم .مثل تطوير صناعة الحديد على يد العالم هنري كورت و اختراع الالة البخارية لجيمس وات.
وبذلك دخل العالم بأسره مجال الهندسة و الانشاء و ترك الاعتماد على العمالة البشرية و تطبيق العلوم الى اختراعات .
القرن العشرين = عصر الاختراعات المعتمدة على علم الهندسة .. فقد ظهرت السيارات و التليفونات بشكل كبير و الانتقال لدراسة الفضاء بشكل اوسع غبر السفن و الصواريخ الفضائية .
القرن الحالي : يعتمد على الفريق الهندسي المتكامل الذي يشمل المهندس و الباحث و الفني الهندسي معاً .
كما اصبح الاتجاه الحالي هو التخصص الهندسي الذي يتطلع اليه جميع الطلاب ،فنجد مهندس الكهرباء و مهندس الحاسب و غيرهما
وما زال هناك الكثير امام المهندسين لتعلمه و تقديمه للبشرية .\
0 comments:
Post a Comment